أخر الأخبار

Thursday, 11 September 2014

عروس النيل .. اسطورة أم حقيقة ؟!

اشتهر فى القصص و الافلام أن القدماء المصريون كانوا  يلقون بفتاة بكر للنيل ، كعروسة للنيل لكى ينعم عليهم كل عام بالماء الوفير ليسقوا أراضيهم و زرعهم ،، و لكن مالا نعرفه هو حقيقة هذا الأمر ؟؟ و هل كانوا يضحون حقا بعروسة النيل ؟؟ ام هى مجرد اضحية عادية من شاة او طعام و ما شابه ؟؟ أم ان الامر برمته مجرد محض من الخيال و الخرافات ؟؟ ..



ظل الاحتفال بوفاء النيل عيدا شعبيا طوال العصور الإسلامية المختلفة ، وواصل العثمانيون تلك الاحتفالات و لكنهم سرقوها من المصريين ، و عندما دخل نابليون إلى مصر احتفل بوفاء النيل و لكن بالطريقة الفرنسية ، و قلدوا المصريين فقط فى أزياء المماليك و تقليد لغتهم كنوع من التفكه عليهم ، و ضربوا المدافع و الصواريخ فى الاحتفالية ، و عزفوا الطبول و المزامير ، و يقول الجبرتى أن بعد خروج الفرنسيين من مصر أصبح المصريون يحاكوهم فى احتفالهم بعيد وفاء النيل.

و يقول مختار السيوفى أن عروس النيل ليست سوى ( خرافة ) ، ذكرها لأول مرة المؤرخ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحكم فى كتابه ” فتوح مصر و المغرب ” و روى فيه قصة حدثت فى عهد الفاروق عمر بن الخطابو هى :

بعد فتح عمرو بن العاص لمصر أتاه أهلها ، قائلين إن النيل لا يجرى إلا عندما يلقوا به فى الليلة الثاية عشر من الشهر جارية بكر ترتدى أفضل الحلى و الثياب ، و عندما أصبح النيل لا يجرى ، قررا الناس الرحيل ، فبعث عمر بن الخطاب بورق لابن العاص ليلقيها فى النيل ، مذكور فيها :
" من عبد الله أمير المؤمنين إلى نيل مصر ، أما بعد ، فإن كنت كنت تجرى من قبلك فلا تجر ، و إن كان الله الواحد القهار هو الذى يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك ”   ..  و عندما ألقاها بن العاص فى النهر زاد 16 ذراعا ً فى ليلة واحدة ، و نقل هذة الحكاية عن بن الحكم الكثير من المؤرخين على أنها معلومة تاريخية مؤكدة كالمقريزى و الكندى و السيوطى .

و اليك بعض الدلائل على أن عروس النيل مجرد اسطورة ، لا اساس لها من الصحة  :
المؤرخين اليونان و الرومان عندما أتوا لمصر و كتبوا الكثير عن أهلها منها أساطير غير صحيحة ،لانبهارهم بصر و تاريخها و لكن لم يذكروا شيئا عن عروس النيل.
 فإن حدث هذا الأمر و لو مرة لما توانوا عن نقله ، و ما دونه ابن الحكم كان بعد فتح مصر بـ 230 عام ، لذا فهو لم يعاصرها و ربما سمعها من أحد .
و توقف النيل عن الجريان كارثة لم تحدث أبدا فى التاريخ الجيولوجى لنهر النيل و ارتفاع منسوب النيل بـ 16 ذراع فى ليلة واحدة أمر منافى لعلم القوى المائية .
و قبل الإسلام كان أهل مصر يعتنقون المسيحية التى لا تقر بالتضحية البشرية كقربان لله .
و الفراعنة أنفسهم لا شئ فى تاريخهم المدون يذكر أنهم كانوا يقدمون قرابين بشرية لآلهتهم ، و اللوحات التى تصف الاحتفالات النيلية تذكر كل تفاصيل الاحتفال و لا يوجد بها أى عروس نيل ، حيث كان يبدأ الاحتفال عادة بذبح عجل أبيض و أوز و بط و دجاج كقربان ، ثم تلقى فى النيل رسالة مكتوبة على ورقة من أوراق البردى ، تتضمن بعض الصلوات و المدائح فى النيل ، اعترافا بفضله و ابتهالا له لمواصلة الفيضان فى كل عام ، و كان العيد يأخذ طابعا دينيا شعبيا يحضره الملك نفسه و حاشيته و رجال الدين و جميع طوائف الشعب ، و كانت تؤدى فيه الأشعار و الأغانى ، و فى المواسم التى كان يأتى النيل منخفضا كان المصريون يلقوا ببطاقات دعاوى و ابتهالات و منهم من كان يلقى له شعرا و مدحا .

و قد عثر على بعض البرديات التى ألقيت فى النيل و تحمل دعوات و لم يذكر فيها أى عروس ! و أن عروس النيل الحقيقية هى مصر .

هذه بعض المعلومات التى قد تبين بشكل أو اخر حقيقة عروس النيل ، و لكنها لا تعتبر دليلا قاطعا على نفى حقيقة عروس النيل بمصر ،، بل تفتح لنا بابا للبحث عن ماهية عروس النيل ، و لم اصبحت جزءا من الثقافة التاريخية للشعب المصرى حتى الان !!
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك

0 comments:

Post a Comment

Item Reviewed: عروس النيل .. اسطورة أم حقيقة ؟! Description: Rating: 5 Reviewed By: Unknown
Scroll to Top